العودة إلى المدونة

هرمونات السعادة وكيفية موازنتها بطرق بسيطة

الهرمونات هي مواد كيميائية تُنتَج في غدد مختلفة في أنحاء الجسم، وتنتقل عبر مجرى الدم لتعمل كرسائل تنظم العديد من العمليات الحيوية. هناك هرمونات معينة تُسمى هرمونات السعادة وتُعرف بدورها في تعزيز المشاعر الإيجابية مثل السعادة والمتعة. يمكن لبعض الأنشطة البسيطة، مثل ممارسة الرياضة أو الطهي أو الاستماع إلى الموسيقى، أن تساعد في زيادة إفراز هذه الهرمونات في جسمك. لكن قبل أن نتحدث عن كيفية تعزيز هرمون السعادة لديك، دعنا نتعرف على انواعه أولًا.
تطبيق وجبات صحية

ما هي هرمونات السعادة

من أهم وظائف هرمونات السعادة تنظيم المزاج، لكن لا تقتصر وظائفها على المزاج والمتعة فحسب، بل لكل منها تأثيرات شتى على الجسم.

السيروتونين

هو هرمون وناقل عصبي في ذات الوقت، يعمل على تنظيم المزاج ودورة النوم والاستيقاظ من خلال تحسين الساعة البيولوجية في الجسم، كما يساعد في تعزيز القدرة على التعلّم وتقوية الذاكرة. ويُنتج هرمون السيروتونين بشكل رئيسي في الأمعاء، لذلك يلعب أيضاً دورًا مهماً في تنظيم عملية الهضم والتحكم في الشهية. 

الدوبامين

يُعرف بـ هرمون الشعور الجيد، وهو ناقل عصبي أيضًا، ويشكّل جزءًا أساسيًا من نظام المكافأة في الدماغ. فعندما تقوم بعمل ما يفرحك، يُفرِز هرمون الدوبامين ليمنحك شعوراً بالإنجاز كمكافأة ذاتية، ويحفزك على الاستمرار وإتمام المهام الأخرى. كما يرتبط الدوبامين بالمتعة والتعلّم والذاكرة وغيرها من الوظائف العصبية المهمة.

الاوكسيتوسين

يُطلق عليه غالبًا هرمون الحب إذ له دور أساسي في بناء الروابط القوية وتعزيز الثقة بين الأشخاص. كما يزيد من التعاطف والترابط العاطفي في العلاقات، وترتفع مستوياته عادةً مع اللمس والمودّة الجسدية، خاصةً بين الوالدين والأطفال. ويُعد هرمون الاوكسيتوسين مهم أيضاً لعمليتي الولادة والرضاعة، حيث يعزز الرابط الفريد والعميق بين الأم وطفلها.

الاندروفين

مواد كيميائية يُنتجها الدماغ، وتعمل كـ مسكنات الألم الطبيعية في الجسم ومحفزات للمزاج. تساعد الإندورفينات على تقليل التوتر والألم وتعزيز الشعور بالمتعة، ويتم إفرازها أثناء ممارسة الرياضة أو التأمل، تناول بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة الداكنة، والضحك، ولهذا تُعرف أيضاً باسم هرمونات الشعور الجيد.
تُعد الإندورفينات ناقلات عصبية، لكنها تعمل كـ هرمونات عند إفرازها في مجرى الدم. تقوم بدورها عبر حجب إشارات الألم وتعزيز الإحساس بالراحة والرفاهية، مما يؤدي إلى ظواهر معروفة مثل “نشوة العدّائين”.

كيف تحسن إفراز هرمونات السعادة لديك؟

هرمون السعادة
إليك بعض الطرق البسيطة والطبيعية لتعزيز إفراز هذه الهرمونات: 

اخرج إلى الهواء الطلق

هل ترغب في رفع مستوى السيروتونين؟ تشير الدراسات إلى أن التعرّض للأشعة فوق البنفسجية قد يزيد من إنتاج السيروتونين، إذًا فإن قضاء الوقت في الخارج وتحت أشعة الشمس تُعد واحدة من الطرق الرائعة لذلك. جرّب قضاء نحو 15 دقيقة في الخارج عدة مرات أسبوعيًا، مارس المشي أو الجلوس والتأمل في حديقة قريبة، ولا تنسَ استخدام واقي الشمس لتقليل مخاطر التعرض الزائد لأشعة الشمس.

خصص وقتًا لممارسة الرياضة

كلنا ندرك أهمية تخصيص وقت لممارسة الرياضة، فهي لا تعود بالفائدة على الصحة الجسدية فحسب، بل تؤثر إيجابيًا أيضًا على الصحة النفسية. لكن ما قد يغيب عن البعض هو أن التمارين الجماعية، وفقًا للدراسات، قد تكون أكثر فائدة من التمارين الفردية. وإذا كنت قد سمعت من قبل عن نشوة الجري، فذلك يوضح العلاقة الوثيقة بين ممارسة الرياضة وإفراز هرمون الاندروفين في الجسم؛ إذ كلما زادت شدة التمرين، زادت كمية الاندورفين المُفرزة. ولا يقتصر التأثير على ذلك فقط، فإن ممارسة النشاط البدني بانتظام تساعد أيضًا على رفع مستويات السيروتونين والدوبامين بشكل طبيعي.
للاستفادة القصوى من التمرين:
  • تمرن مع الأصدقاء أو الجماعات.
  • تمرن في الخارج وعرّض نفسك لأشعة الشمس.
  • تمرن لمدة لا تقل عن 30 دقيقة من التمارين الهوائية.

مارس التأمل

التأمل معروف بفوائده من تحسين النوم إلى تقليل التوتر. تشير الأبحاث إلى أن التأمل قد يزيد من إفراز الدوبامين أثناء الممارسة.
  • اختر مكانًا هادئًا ومريحًا
  • اجلس أو استلقِ بوضعية مريحة
  • دع أفكارك تمر دون حكم
  • ابدأ بـ5 دقائق يوميًا وزد المدة تدريجيًا

احصل على نوم كافٍ

قلة النوم تؤثر سلبًا على توازن الهرمونات، خاصة الدوبامين منهم. لذا احرص على ضبط الساعة البيولوجية والنوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، وحاول:
  • النوم والاستيقاظ في نفس الوقت
  • تخفيض الإضاءة والضوضاء من حولك
  • الحد من الكافيين مساءً

تحكم بالتوتر

التوتر المزمن قد يخفض مستويات السيروتونين والدوبامين في الجسم، لتخفيف التوتر:
  • تواصل اجتماعيًا
  • خذ استراحات قصيرة
  • العب مع حيوانات أليفة
  • اضحك أكثر
  • مارس التأمل
  • مارس النشاط البدني

اضحك أكثر وشارك الأوقات الممتعة مع أصدقائك

لا عجب أن يُقال إن الضحك هو أفضل دواء للقلب والروح، فهذا ليس من قبيل الصدفة. قد لا يعالج الضحك الأمراض المزمنة، لكنه يقلل التوتر والقلق، ويحسن المزاج، ويعزز هرمونات السعادة اللازمة للجسم. أظهرت الأبحاث الحديثة أن العلاج بالضحك يحسن الصحة النفسية والجسدية معًا. إذًا، ما المانع؟ اقضِ وقتًا ممتعًا مع أحبابك، شاهد عرضًا كوميديًا، أو شارك مقطعًا مضحكًا كلما استطعت، فهذا قد يحفّز الأوكسيتوسين بلا جهد!

استمع إلى الموسيقى

الموسيقى قادرة على تحفيز أكثر من هرمون سعادة في ذات الوقت. الاستماع للموسيقى أو حتى العزف أو الغناء يزيد من إنتاج الدوبامين، وقد يساعد في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب. لذلك تُستخدم الموسيقى أحيانًا كعلاج داعم للصحة النفسية.

خطط لأمسية رومانسية

إن سمعة الاوكسيتوسين كـ هرمون الحب مستحقة. فإن الإنجذاب، اللمس، العناق، أو حتى قضاء وقت ممتع مع شخص تحبه، كلها تعزز إنتاجه بشكل ملحوظ.

 احصل على جلسة تدليك

التدليك يمكن أن يعزز هرمونات السعادة الأربعة معًا، سواء كان لدى مختص أو من شخص مقرّب، الفائدة واحدة.

استمتع بوجباتك المفضلة مع من تحب

هذه الخطوة قد تعزّز الهرمونات الأربعة معًا! الاستمتاع بالطعام اللذيذ يطلق الدوبامين والاندورفين، ومشاركة الوجبة مع شخص تحبه تعزز الاوكسيتوسين والسيروتونين أيضًا. كما أن بعض الأطعمة قد تؤثر مباشرة على هرمونات السعادة في الجسم، منها:
  • الأطعمة الحارة قد تحفّز الاندورفين
  • الزبادي، البقوليات، البيض، اللحوم قليلة الدسم، والمكسرات مرتبطة بإفراز الدوبامين
  • الأطعمة الغنية بالتريبتوفان تعزز السيروتونين
  • الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك مثل الكيمتشي تؤثر على توازن هرمونات السعادة
  • الشاي الأخضر ومستخلصه يعمل على رفع السيروتونين والدوبامين

توصيل وجبات صحية

تطبيق وجبات صحية
حمّل تطبيق كالو الآن! استمتع بوجبات معدة بإحتراف لدعم هرموناتك بشكل طبيعي، اطباقك تحمل اطعمة ترفع هرمون السعادة بشكل طبيعي. ما يساعدك على الشعور بالاستقرار، التحفيز، والرضا العام، ليصبح يومك أكثر خفة وإيجابية دون الحاجة إلى حلول مؤقتة أو مجهود مبالغ فيه. ومع التوصيل اليومي، تتحرر من ضغط التخطيط! كالو تدعم رفاهيتك يومًا بعد يوم.

الأسئلة الشائعة

هل من مشروبات ترفع هرمون السعادة؟

يمكن لمشروبات بسيطة أن تلعب دورًا داعمًا للمزاج والاسترخاء. فالمشروبات الدافئة مثل الشاي الأخضر والماتشا، والبابونج واللافندر، والزنجبيل، والماء الدافئ بالليمون تساعد على تهدئة الأعصاب وتحسين الشعور بالراحة. كما تساهم بعض المشروبات المنعشة مثل عصير الكرز والأناناس في رفع المزاج، بينما يمنح الحليب بالعسل إحساسًا بالدفء والاحتواء. وحتى القهوة، عند استهلاكها باعتدال، قد تعزز اليقظة والشعور بالبهجة. وأخيرًا الأشواجندا (الجينسنغ) قد تساعد، لكن استشر طبيبك قبل استخدام.

ما هي اعراض نقص هرمون السعادة الشائعة؟

يؤثر نقص هرمونات السعادة على الأشخاص بطرق مختلفة، إذ تُظهر الأبحاث أن احتمال الإصابة بالاكتئاب أعلى لدى الأشخاص ذوي التاريخ المرضي بالاكتئاب مقارنة بمن لم يسبق لهم الإصابة. وقد يسبب العديد من الأعراض النفسية والجسدية، منها:
الأعراض النفسية
  • القلق
  • الاكتئاب
  • السلوك الانتحاري
  • السلوك الاندفاعي والعدوانية
  • اضطراب القلق الاجتماعي
  • اضطراب الهلع
  • اضطراب الوسواس القهري (OCD)
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
  • الأرق واضطرابات النوم
  • الخرف أو تراجع القدرات الإدراكية
الأعراض الجسدية
  • الأيض
  • متلازمة القولون العصبي
  • تجلط الدم
  • وظائف القلب
  • وظائف الكبد
  • التعب المزمن
  • استجابة الجهاز المناعي
  • داء السكري
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • هشاشة العظام
الحفاظ على توازن هرمونات السعادة لا يعتمد على عامل واحد، بل هو نتيجة عادات يومية بسيطة تتراكم مع الوقت. عندما تمنح جسمك ما يحتاجه من انتظام، وراحة، وتوازن غذائي، ينعكس ذلك مباشرة على حالتك المزاجية ومستوى طاقتك وقدرتك على التعامل مع ضغوط الحياة. وإذا كنت تعاني من صعوبة في ضبط المزاج، لا تتردد في استشارة مختص صحي لمساعدتك بخيارات علاجية مناسبة. اقرأ عن متلازمة السيروتونين والمزيد عن اعراض نقص الحديد وغيرها من المواضيع العديدة على مدونة كالو الشاملة.

موصى به لك

calo
Download BannerImage
لا تفوت الخصم الحصري بنسبة 25% على اشتراكك القادم باستخدامك كود UK25💚
arrow down