هل فوائد السباحة تشمل الحالات العلاجية؟

السباحة هي أكثر من مجرد نشاط ترفيهي في أيام الإجازة! يشجع ملمس الماء اللطيف والشعور بانعدام الوزن على ممارسة رياضة السباحة والاستمتاع في أجوائها المختلفة، فما يميزها عن باقي الرياضات مثل التمارين عالية التأثير (تمارين الهيت) أو حتى تمارين القوة والمقاومة هو الابتعاد عن الروتين المعتاد وتوفير مساراً منعشًا يساعد على تحسين الصحة العقلية والجسدية. سوف نتعمق في هذه المقالة على فوائد السباحة والتمارين المائية، وتأثيرها على اللياقة البدنية والصفاء الذهني، وفي حال تندرج ضمن الجلسات العلاجية مثل جلسات العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل. 

تتميز السباحة أنها تعمل على تحريك كل مجموعة عضلية في جسمك مما يجعلها التمارين المتكامل والمثالي للجسم. ومن ميزاتها أنها لا تسبب ضغطًا على المفاصل كما يحصل في بعض التمارين الأخرى، بل تساعد على إراحة العضلات والمفاصل مع أنها ضمن التمارين القوية التي تساهم على خسارة الوزن والحفاظ على اللياقة البدنية. وإليك قائمة تضم أهم فوائدها: 

كل حركة تمارسها في الماء مثل السباحة الحرة، أو الحركات المتخصصة مثل حركة فراشة، تزيد هذه التمارين من دقات قلبك وتعزز صحته وصحة والأوعية الدموية. السباحة بانتظام تحسن تدفق الدم، و تخفض ضغط الدم، وتقلل من مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري. تخيلها كطريقة رائعة وفعالة لتقوية أهم جزء في جسمك.

من فوائد السباحة للعضلات والعظام أنها تساعد على مقاومة الماء كتمرين طبيعي للقوة. أثناء تحريك جسدك عبر الماء، تعمل عضلات الذراعين والساقين والبطن والظهر معًا مما يبني القوة والتحمل. هذا التناغم العضلي يساعد على تحسين وضعية الجسم والتوازن واللياقة البدنية بشكل عام.

يُخفف طفو الماء الضغط على مفاصلك بنسبة قد تصل إلى 90% مقارنةً بالتمارين الأخرى. هذا يجعل السباحة اختيارًا رائعًا للأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل، أو التهاب المفاصل، أو الذين يتعافون من إصابات. إنها تسمح لك بأن تتحرك بحرية كاملة دون التأثير المفاجئ الذي قد يزيد المشاكل سوءًا. كما تعمل على تحسين الليونة ومدى الحركة عبرالحركات السلسة التي تتضمنها، وتعزز الليونة وتزيد من مدى الحركة في الكتفين والوركين والعمود الفقري. فإن التمدد والدوران في الماء يساعدان على إراحة العضلات المشدودة وتحسين حركة المفاصل، مما يساهم في زيادة سهولة الحركة وتقليل خطر الإصابات.

يرتبط التمرين البدني الأسبوعي أو اليومي المنتظم، بما في ذلك السباحة، بتحسين جودة النوم بشكل دائم. يساعد المجهود البدني على ضبط دورة النوم واليقظة، مما يؤدي إلى نوم أعمق وأكثر هدوءاً. بالرغم من ذلك، تجنب حصص السباحة المكثفة قبل الذهاب إلى الفراش، فقد يؤثر ذلك على قدرتك على النوم.

السباحة وسيلة مفيدة للتخلص من السعرات الحرارية والسيطرة على الوزن. عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها يختلف حسب عوامل عديدة، منها عمق الماء ومدة السباحة ووزن الجسم. حتى السباحة الخفيفة يمكن أن تساعد بشكل كبير في خفض السعرات الحرارية بطريقة صحية. إضافة إلى ذلك، بناء العضلات عن طريق السباحة يمكن أن يعزز عملية الأيض لديك مع مرور الوقت.

تساعد أنماط التنفس الصحيحة والسليمة الضرورية في السباحة أن تعزز عضلات الجهاز التنفسي وتحسن سعة الرئة. كما تعلّم تمارين اليوغا أنماط التنفس وطرق التحكم، عندما تتعلم السيطرة على تنفسك وزفيره بكفاءة تحت الماء، تصبح الرئتان أكثر قدرة على امتصاص الأكسجين، مما يساهم على وصوله لجميع أنحاء الجسم. تكون تمارين السباحة في هذه الحالة على وجه الخصوص للأشخاص الذين يعانون من الربو أو مشاكل الجهاز التنفسي الأخرى. 

تُعد السباحة من أهم التمارين في جلسات العلاج الطبيعي لما تحمله من منافع عديدة. فهي تساعد على إعادة تأهيل عضلات الجسم، كما تهيئ محيطًا يخفف من الشعور بالضغط على العظام والعضلات والمفاصل.، وهو ما يتيح للمرضى ممارسة التمارين بحرية أكبر وشعور أقل بالألم. 

تساعد مقاومة الماء على تقوية العضلات وتحسين قوة التحمل واللياقة. علاوة على ذلك، يعزز الماء الدافئ استرخاء العضلات وتخفيف التقلصات، وينشط الدورة الدموية، مما يساهم في عملية التعافي وتقليل الانتفاخ. أيضًا، يساعد الإحساس بالطفو في الماء على تحسين التوازن والتناسق الحركي. بوجه عام، السباحة طريقة آمنة وفعالة لإعادة التأهيل وتحسين القدرات الجسدية لمجموعة واسعة من الحالات.

توفر السباحة مزايا عظيمة مُعدّة خصيصًا لصحة المرأة وعافيتها في كل أطوار حياتها. بالنسبة للنساء في مرحلة الخصوبة، يمكن للسباحة المنتظمة أن تساعد في تنظيم الهرمونات وقد تخفف الأعراض المرافقة للدورة الشهرية. كما أن تأثيرها اللطيف يجعلها تمرينًا ممتازًا أثناء الحمل، فهي تمنح وسيلةً لطيفة وفعالة للحفاظ على لياقة القلب والأوعية الدموية، والسيطرة على زيادة الوزن، والتخفيف من المشاكل مثل آلام الظهر والانتفاخ. إضافةً إلى ذلك، فإن طفو الماء يدعم الجسم، ويخفف الضغط على المفاصل ويسمح بحركة أوسع، وهو أمرٌ مفيد خصوصًا مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها الجسم. فوق ذلك، تشير الأبحاث إلى أن السباحة أثناء الحمل قد تساهم أيضًا في تقليل مدة المخاض وتقليل خطر التعقيدات.

عندما تدخل النساء سنّ اليأس، تبقى السباحة نشاطًا قيمًا. تساعد السباحة في مقاومة فقدان كثافة العظام، وهي مشكلة كبيرة للنساء بعد انقطاع الطمث، وذلك بتوفير مقاومة لوزن الجسم دون إرهاق المفاصل. تعتبر فوائد السباحة للقلب والأوعية الدموية ضرورية للحفاظ على الصحة العامة، والتي تزداد أهميتها مع تقدم العمر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تأثير الماء البارد في تخفيف الهبات الساخنة، وهي من الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث. 

وبالإضافة إلى فوائدها الجسدية، للسباحة تأثير عميق على الصحة النفسية. الحركات المتكررة والإحساس بالتواجد في الماء يساعدان على التأمل، ويقللان التوتر والقلق وأعراض الاكتئاب التي تواجهها النساء في جميع المراحل العمرية، كما يعززان جودة النوم ويحسنون المزاج عن طريق إفراز الإندورفينات. التفاعل الاجتماعي في دروس السباحة أو المجموعات قد يقلل من مشاعر العزلة، ويعزز الشعور بالانتماء والمساندة خصوصًأ عند الذهاب مع الأصدقاء، وبغض النظر عن العمر، توفر السباحة تمرينًا شاملًا للجسم، حيث تشغل مجموعات العضلات الرئيسية لتعزيز القوة والقدرة على التحمل والمرونة، مع المحافظة على صحة المفاصل، مما يجعلها تمرينًا مستدامًا وممتعًا لصحة دائمة.

تُوفر السباحة للرجال وسيلة فعّالة لبناء القوة والعضلات، وتحسين اللياقة، والحفاظ على صفاء الذهن، مع مراعاة صحة المفاصل. فهي تشغل الجزء العلوي والمتوسط والسفلي من الجسم معاً، مما يساعد على الحصول على جسم رياضي رشيق دون إجهاد كبير. بالنسبة للرجال المشغولين بضغوط الحياة، توفر السباحة ملاذاً هادئاً يعزز الاسترخاء ويقلل التوتر. كما أن السباحة بانتظام تزيد من هرمون التستوستيرون من خلال تحريك الجسم بأكمله، وتحسن النوم. هي أكثر من مجرد تمرين، إنها وسيلة ذكية ودائمة للرجال للحفاظ على لياقتهم وصحتهم.

تساعد التمارين الرياضية بصورة عامة على تعزيز صحة العقل وزيادة الثقة بالنفس وقدرة السيطرة على الأحداث اليومية والتحكم بالذات. كما تعمل على توسيع القدرات الإدراكية. لكن تتميز السباحة أنها تضيف شعوراً بالقوة والحرية، بالإضافة إلى مواجهة المخاوف مثل الخوف من الغرق. على سبيل المثال، قد تكون عدم القدرة على السباحة عائقًا أمام هواة ممارسة الهايكنج ومنها المسارات التي تشمل مسار مائي. لذا، إليك فوائدها الفريدة لصحة العقل: 

تمنح الحركات الإيقاعية والإحساس بالخفة في الماء تأثيرًا مريحًا وتأمليًا. تُطلق السباحة الإندورفين، وهي مادة طبيعية تحسن المزاج، و تخفف من التوتر والقلق و أعراض الحزن. كذلك، يساهم التركيز المطلوب عند السباحة في تهدئة الأفكار المشتتة وتعزيز الإحساس بالهدوء الداخلي.

تُعتبر طبيعة تكرار ضربات السباحة مفيدة بشكل كبير للتركيز والانتباه. تتطلب الحاجة إلى تنسيق حركاتك ومقاومة كثافة الماء، مع التحكم بتنفسك على اعطائك قدراً من التواجد الذهني، مما يؤدي إلى تعزيز الانتباه والوظيفة الإدراكية خارج المسبح.

كما في التمارين اليومية، يمكن أن تتحدى نفسك في السباحة، وعن تحقيق أهدافك، سواءً بإتمام عدد محدد من الدورات أو بإجادة حركة جديدة، قادر على تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس بدرجة ملحوظة. التغلب على الصعاب في الماء يزيد من إحساسك بالإنجاز والقدرة الذاتية في جوانب أخرى من الحياة.

بالنسبة للمحظوظين الذين يسبحون في المسطحات الطبيعية كالبحيرات أو المحيطات، التجربة قد تكون أكثر متعة. ثبت أن التواصل مع الطبيعة يخفف التوتر، ويحسن الحالة المزاجية، ويعزز الشعور بالسعادة. التجربة الحسية في المحيط الطبيعي تضيف فوائد علاجية إضافية، كما تساعد على تهدئة النفس والمساعدة على التأمل.

السباحة قد تكون وسيلة للتأمل الحركي. التركيز على تنفسك، والإحساس بالماء على جلدك، والحركات المنتظمة قد يجلبك إلى الحاضر، مما يعزز الوعي ويقلل من التفكير الزائد.

تساعدك بعض الخطوات على ممارسة السباحة بأمان وجعلها رياضتك المفضلة، تندرج هذه النصائح حول ما يجب فعله أو تجنبه، مثل الملابس، والوقت المناسب لتناول الطعام، وغيرها من الأمور الأخرى، منها: 

خصص مكان للسباحة واجعله المفضل لديك! سواء في الأماكن الخاصة أو بين أحضان الطبيعية، يشجعك الذهاب لمكانك المفضل على الاستمرار بالسباحة، يمكنك أيضًا أن تمارس هذه الرياضة مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء لقضاء وقت مفيد وممتع. وإليك بعض النصائح الأخرى تساعدك على الاستمرار: 

إن تعلم الحركات والتقنيات الصحيحة للسباحة يجعل تمارينك أكثر فعالية ويجنبك خطر التعرض لإصابة. تجنب التهور ومحاولة ممارسة التمارين بنفسك، واستعن بمدرب محترف خصوصًأ فترات البداية. وضع أهدافًا واقعية تساعدك على تحقيقها تدريجيًا، وسوف تلاحظ مع الوقت زيادة لياقتك البدنية. 

لا تجهد نفسك في البداية واعتبر أنها عبارة عن مغامرة ممتعة تساعدك على تطوير جسمك وعقلك. واستمثر في شراء المعدات المريحة مثل الملابس المريحة والنظارات الواقية. يمكنك أن تبحث عن رفيق للسباحة، الذهاب مع شريك قد يشجعك ويجعل التمرين أكثر تسلية. واستكشف الأماكن المائية المتنوعة. إن أمكن، جرّب السباحة في مواقع مختلفة، كالمسابح المفتوحة أو البحيرات أو المحيطات (مع الحرص على السلامة).

الالتزام بنظام غذائي صحي يساعدك للوصول إلى أهدافك الرياضية بصورة أسرع. يقدم لك تطبيق كالو وجبات صحية شهية وبكميات وافرة مع خدمة التوصيل إلى المنزل أو العمل، أو إلى النادي الرياضي لتتناول وجبتك المفضلة بعد التمرين. ويمكنك طلب سناك صحي شهي لتكافئ نفسك على مجهودك البدني الذي أنجزته خلال اليوم. استفد من الخصم لأول مرة وفعل الاشتراك الشهري، واستمتع بوجبات معدة من قِبل متخصصين في التغذية وتواصل مع الخبراء لدينا للحصول على خطة شهرية تناسب نظامك الغذائي.

تعتمد الإجابة على مدى قدرتك البدنية، يمكنك ممارسة السباحة مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع للحصول على الاستفادة القصوى. 

تعتمد بعض المسابح على استخدام مادة الكلور بهدف تطهير المسابح. تسبب هذه المادة جفاف في البشرة والشعر، ومن الممكن أن تسبب الحساسية. لهذا، يجب غسل الجسم جيداً بعد السباحة. 

السباحة رياضة رائعة حقًا، ومن فوائد السباحة أنها تعمل على تطوير الحالة البدنية والنفسية، ومن الممكن أن تشمل الحالات العلاجية وإعادة تأهيل الجسم. يمكنك قراءة المزيد من المواضيع المشابهة منها فوائد البيلاتس أو فوائد رياضة الهرولة، والمزيد من المواضيع الأخرى التي تخص الصحة واللياقة البدنية على مدونة كالو الشاملة.